الاخلاق والقيم في التربية: جذور التعليم ومعناه
الاخلاق والقيم في التربية: جذور التعليم ومعناه
بقلم الدكتور بدر رمضان الحوسني
استنادا الى بحث الحوسني 2024 الصفحات 32 و161 الى 164
في زمن تتسارع فيه المعارف وتتبدل فيه المهارات تبقى القيم التربوية هي البوصلة التي توجه المتعلم نحو ذاته ومجتمعه ومستقبله فالتعليم حين يفرغ من القيم يتحول الى تدريب عقلي جاف لا ينتج شخصية متزنة ولا يصنع مواطنا نافعا التعليم الحقيقي هو الذي يغذي العقل والروح معا ويصوغ الانسان المتكامل معرفيا اخلاقيا وانسانيا
التمكين الاخلاقي نهج تربوي لا شعار تنظيري
اشارت نتائج دراستي الميدانية لعام 2024 الى ان استخدام نموذج التمكين الاخلاقي في المؤسسات التعليمية لا ينعكس فقط على جودة الاداء الاكاديمي بل يمتد ليؤثر على عمق السلوك الطلابي وعلى شكل العلاقة داخل المدرسة وقد اظهرت الدراسة ما يلي
المدارس التي تحترم صوت الطالب وتمنحه حرية التعبير الواعي تسهم في بناء شخصيته الاخلاقية
المعلمون الذين يمثلون قدوة في النزاهة والانضباط والاحترام ينقلون القيم دون ان يلقنوها
البيئات التي تعزز مبدأ الحوار وتؤمن بكرامة المتعلم تنتج جيلا واعيا لا مقلدا
مناهج تنطق بالقيم وقادة يجسدونها
القيم لا تلقن في كتاب ولا تجبر في امتحان بل تمارس وتُعاش في تفاصيل اليوم المدرسي حين يكون القائد التربوي عادلا في قراراته والمعلم صادقا في مواقفه والبيئة المدرسية حاضنة للحوار والاختلاف تنمو القيم دون حاجة الى دروس نظرية
من هنا يصبح من الضروري تحويل القيم من مفاهيم مجردة الى ممارسات حية
النزاهة ترى في سلوك الادارة لا في شعار على الجدار
الاحترام يعاش حين يصغى للطلبة ويعترف بحقوقهم
المسؤولية تزرع حين يمنح المتعلم دورا في اتخاذ القرار داخل مدرسته
الهوية الوطنية والانتماء كقيمة محورية
ربط الطالب بجذوره وترسيخ الاعتزاز بالهوية الوطنية والانتماء للامارات لا يعني الانغلاق او التقليد بل هو الطريق نحو شخصية متزنة تعتز بماضيها وتستشرف مستقبلها بثقة وقد اظهرت الدراسة ان الانشطة التربوية والمناهج التي تعكس الثقافة الاماراتية وتبرز رموز الوطن وانجازاته تسهم بشكل فاعل في بناء هذه الشخصية الجامعة بين الاصالة والانفتاح
ان تعزيز الانتماء يجب ان يتم عبر مواقف عملية لا عبر شعارات مثل
ادماج القيم الوطنية في كل مادة تعليمية
تنظيم فعاليات تجسد ثقافة المجتمع الاماراتي
اشراك الطلبة في مبادرات خدمة مجتمعية تكرس حب الوطن
القيم تنمو لا تفرض
القيم لا تعلق على الحائط بل تنمو في بيئة آمنة تحترم الانسان وتعزز ثقته بنفسه البيئة التعليمية التي تجرم الخطأ ولا تعترف بالاختلاف تقتل القيم قبل ان تنقلها اما المدرسة التي تسمح بالتعبير وتحتضن المبادرة وتغرس الاحترام بالحوار فهي البيئة التي تثمر فيها القيم وتزدهر
القيم لا تدرس بل تمارس ولا تفرض بل تبنى في بيئة تحترم الانسان وتؤمن بالمعنى
— د بدر رمضان الحوسني
توصيات عملية مستخلصة من البحث
1 تدريب المعلمين على تطبيق التمكين الاخلاقي في الصفوف الدراسية
2 تصميم مناهج تدمج القيم ضمن المواقف التعليمية اليومية وليس كمحتوى منفصل
3 بناء نظام تقييم سلوكي قائم على التفاعل الايجابي لا العقاب السلبي
4 تفعيل دور الانشطة المدرسية في ترسيخ القيم والهوية والانتماء
5 اشراك الطلبة في حوارات اخلاقية ومجالس طلابية تشاركية لترسيخ قيم المسؤولية والمواطنة
الختام
نحن لا نعلم لنملأ العقول فقط بل لنشكل النفوس فكل لحظة تربوية هي فرصة لغرس قيمة وكل معلم هو حامل لرسالة اعمق من المادة والتربية الناجحة هي التي تترك في القلب ضوءا وفي السلوك اثرا وفي الروح بوصلة
بقلم الدكتور بدر رمضان الحوسني
استنادا الى بحث الحوسني 2024 الصفحات 32 و161 الى 164
في زمن تتسارع فيه المعارف وتتبدل فيه المهارات تبقى القيم التربوية هي البوصلة التي توجه المتعلم نحو ذاته ومجتمعه ومستقبله فالتعليم حين يفرغ من القيم يتحول الى تدريب عقلي جاف لا ينتج شخصية متزنة ولا يصنع مواطنا نافعا التعليم الحقيقي هو الذي يغذي العقل والروح معا ويصوغ الانسان المتكامل معرفيا اخلاقيا وانسانيا
التمكين الاخلاقي نهج تربوي لا شعار تنظيري
اشارت نتائج دراستي الميدانية لعام 2024 الى ان استخدام نموذج التمكين الاخلاقي في المؤسسات التعليمية لا ينعكس فقط على جودة الاداء الاكاديمي بل يمتد ليؤثر على عمق السلوك الطلابي وعلى شكل العلاقة داخل المدرسة وقد اظهرت الدراسة ما يلي
المدارس التي تحترم صوت الطالب وتمنحه حرية التعبير الواعي تسهم في بناء شخصيته الاخلاقية
المعلمون الذين يمثلون قدوة في النزاهة والانضباط والاحترام ينقلون القيم دون ان يلقنوها
البيئات التي تعزز مبدأ الحوار وتؤمن بكرامة المتعلم تنتج جيلا واعيا لا مقلدا
مناهج تنطق بالقيم وقادة يجسدونها
القيم لا تلقن في كتاب ولا تجبر في امتحان بل تمارس وتُعاش في تفاصيل اليوم المدرسي حين يكون القائد التربوي عادلا في قراراته والمعلم صادقا في مواقفه والبيئة المدرسية حاضنة للحوار والاختلاف تنمو القيم دون حاجة الى دروس نظرية
من هنا يصبح من الضروري تحويل القيم من مفاهيم مجردة الى ممارسات حية
النزاهة ترى في سلوك الادارة لا في شعار على الجدار
الاحترام يعاش حين يصغى للطلبة ويعترف بحقوقهم
المسؤولية تزرع حين يمنح المتعلم دورا في اتخاذ القرار داخل مدرسته
الهوية الوطنية والانتماء كقيمة محورية
ربط الطالب بجذوره وترسيخ الاعتزاز بالهوية الوطنية والانتماء للامارات لا يعني الانغلاق او التقليد بل هو الطريق نحو شخصية متزنة تعتز بماضيها وتستشرف مستقبلها بثقة وقد اظهرت الدراسة ان الانشطة التربوية والمناهج التي تعكس الثقافة الاماراتية وتبرز رموز الوطن وانجازاته تسهم بشكل فاعل في بناء هذه الشخصية الجامعة بين الاصالة والانفتاح
ان تعزيز الانتماء يجب ان يتم عبر مواقف عملية لا عبر شعارات مثل
ادماج القيم الوطنية في كل مادة تعليمية
تنظيم فعاليات تجسد ثقافة المجتمع الاماراتي
اشراك الطلبة في مبادرات خدمة مجتمعية تكرس حب الوطن
القيم تنمو لا تفرض
القيم لا تعلق على الحائط بل تنمو في بيئة آمنة تحترم الانسان وتعزز ثقته بنفسه البيئة التعليمية التي تجرم الخطأ ولا تعترف بالاختلاف تقتل القيم قبل ان تنقلها اما المدرسة التي تسمح بالتعبير وتحتضن المبادرة وتغرس الاحترام بالحوار فهي البيئة التي تثمر فيها القيم وتزدهر
القيم لا تدرس بل تمارس ولا تفرض بل تبنى في بيئة تحترم الانسان وتؤمن بالمعنى
— د بدر رمضان الحوسني
توصيات عملية مستخلصة من البحث
1 تدريب المعلمين على تطبيق التمكين الاخلاقي في الصفوف الدراسية
2 تصميم مناهج تدمج القيم ضمن المواقف التعليمية اليومية وليس كمحتوى منفصل
3 بناء نظام تقييم سلوكي قائم على التفاعل الايجابي لا العقاب السلبي
4 تفعيل دور الانشطة المدرسية في ترسيخ القيم والهوية والانتماء
5 اشراك الطلبة في حوارات اخلاقية ومجالس طلابية تشاركية لترسيخ قيم المسؤولية والمواطنة
الختام
نحن لا نعلم لنملأ العقول فقط بل لنشكل النفوس فكل لحظة تربوية هي فرصة لغرس قيمة وكل معلم هو حامل لرسالة اعمق من المادة والتربية الناجحة هي التي تترك في القلب ضوءا وفي السلوك اثرا وفي الروح بوصلة